ا
لغة العيون
قراءة العيون فن من الفنون النادرة ، تحتاج إلى الذكاء وقوة الملاحظة والبديهة السريعة ..وهي كذلك طريق مؤدية إلى قراءة الأفكار .
أن قراءة العيون يسبقها تفاعلات وأحداث كيميائية حيوية تحدث على الوجه من احمرار العينين أو الوجنتين أو النظر
لأسفل أو النظر لأعلى أو السرحان أو .. أو .. أو ..ومن ذلك تستطيع ترجمة الموقف بشكل نفسي .
هي لغة تخاطب بين العيون كما أي لغة تخاطب بين الألسنة ، لها مفردات متنوعة ، فأحياناً تحكي غضب صاحبها وحين
أخرى تخبرنا أن مضيفها خائف ، قلق ، فرحان ، حزين .. إلى غير ذلك..
فالعين تحمل دوماً ما في عقل أو قلب صاحبها فعند المرور بموقف حزين كوفاة والد صديقك العيون تدمع أو تكاد ،وعند رؤية عملية جراحيه تجد عيني المشاهد تضيقان أو يغمضهما ، وعندما يلتقي الزوج الذي كان مسافراً بزوجته تجد الدموع تنهال في تلك اللحظة .. هذه الامور واضحة ويستطيع الجميع قراءتها .. لكن كيف تعرف أن والدك يخفي عنكم شيئاً مهماً ؟ وكيف تعرف أن صديقك يعرف أنك تكلمت في غيابه بالسوء ؟ و كيف يعرف الرجل أن خطيبته لا تريد أن تكمل معه المشوار وتريد أن تفسخ الخطبة ؟ و كيف تعرف أن زميلك في العمل يريد منك أن تأخذ هذه المعاملات وتكملها لأنه يريد أن يذهب الآن إلى موعد ما ؟ وكيف تعرف أن شخصا يحبك...
والكثير الكثير من تلك المواقفة التي تحكمها رموز خاصة .. وهنا تكمن الصعوبة .. وهنا يبدأ فن يسمى فن قراءة العيون ..
بالتأكيد لا يستطيع الجميع قراءة تلك الجمل الصعبة المكتوبة على العيون ولا يستطيع أي فرد أن يحل تلك الطلاسم المرسومة على لوحة اسمها العين ..لكن في احيا كثيره الزوجة تستطيع معرفة ما إذا كان زوجها يمر بموقف صعب حتى ولو كان محنكاً في إخفاء معالم تأثره ..
الصديق العزيز .. والعزيز جداً والمقرب إلى صديقه ومنزلة كليهما عند كليهما رفيعة ومتميزة فهنا يعرف أن صديقه غاضب منه ..
الرجل إذا كان بينهما حب من طرف واحد سيعرف أن من خطبها لا تريده ..
والزميل كان بينهما كره ( متبادل ) سيعرف أن زميله سيضع هدنة اليوم ..!!
إذا مالمشترك في كل هذه المواقف ؟
هي الأحاسيس والمشاعر .. حيث أن آلية القراءة كالتالي :
العيون تلتقي ، تنتقل صورة منسوخة من كل عينين تراها عينا الرائي إلى العقل ، يفسر العقل بعض المواقف المعروفة كالتقاء حبيبين أو ابتعدهما أو رؤية دم ينزف أو .. أو .. ، أما إذا لم يستطع العقل تفسير ما حصل هنا توجد الأحاسيس وهي التي تستطيع تفسير ذلك ..!!